باستثمارات 6.4 مليار دولار : المغرب تتعاون مع "جوشن" الصينية لإنشاء أول وأكبر مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية

  • مراكش : خالد حسن

    لا يوجد في أفريقيا أي مصانع ضخمة للبطاريات ، حتى الآن. تتمكن المصانع الضخمة من إنتاج بطاريات يمكنها تخزين مليار واط/ساعة من الكهرباء على الأقل، أو ما يكفي تقريباً لشحن 16 ألف سيارة كهربائية طراز "موديل 3" من إنتاج شركة "تسلا".

     

    لاقت فكرة "المصانع العملاقة" رواجاً بعد أن استخدم إيلون ماسك المصطلح لوصف أولى منشآته الضخمة لصنع البطاريات في نيفادا. يوجد اليوم مئات من مصانع البطاريات بهذا الحجم في آسيا، وأميركا الشمالية، وأوروبا.

     

    تحتل الصين الصدارة العالمية في إنتاج البطاريات بفارق كبير، ولديها 180 مصنع بطاريات ضخماً على الأقل كما يوجد في الاقتصادات الناشئة، مثل المكسيك وتايلندا، بعض من مصانع البطاريات الكبيرة أيضاً.

     

    مع ذلك، لا توجد أي مصانع كبيرة للبطاريات في أفريقيا أو أميركا الجنوبية حتى الآن، رغم أن الدول النامية في كلتا القارتين تُعد مصادر مهمة للمعادن اللازمة لإنتاج بطاريات المركبات الكهربائية.

     

    ربما يتغير ذلك بعد الاتفاقية التي أُعلن عنها في الأسبوع الماضي بين شركة  جوش هاى تك " (Gotion High-Tech) الصينية والمملكة المغربية.

     

    تضع مذكرة التفاهم تصوراً لأول مصنع لبطاريات المركبات الكهربائية في أفريقيا، بسعة سنوية 100 جيجاواط، وممول باستثمارات تبلغ 6 مليارات يورو (6.4 مليار دولار).

     

    شركة "جوشن" هي واحدة من أكبر 10 مصنعين للبطاريات في العالم، وهي مدرجة في بورصة شنزن في الصين وبورصة زيورخ في سويسرا معاً.

     

    بعد هذه الخطوة الأولية، تسعى "جوشن" والحكومة لتوقيع اتفاقية استثمار، وفقاً لمحسن جزولي، الوزير المنتدب المكلف بشؤون الاستثمار والسياسات العامة في المغرب.

     

    سيساعد المشروع على خفض الانبعاثات الكربونية واستخدام حلول الطاقة المبتكرة، وفقاً لما قاله لي زن، رئيس شركة "جوشن"، في بيان أصدرته هيئة الاستثمار المغربية، وقد رفضت الشركة تقديم مزيد من التعليق.

     

    مصافي التكرير والمصانع الحيوية لتحويل خام الليثيوم أو الكوبلت أو المنغنيز إلى مكونات البطاريات لا توجد دوماً في الدول المنتجة لتلك المعادن التي تساهم في تحول الطاقة، فأغلب سلاسل التوريد -والإيرادات الناتجة عنها- موجودة بشكل أساسي في الصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، وأوروبا، والولايات المتحدة.

     

    لكن فرص تغير الصورة الكبيرة في الأعوام المقبلة ضئيلة، فلا يُتوقع أن تزيد أي دولة أفريقية القدرة الإنتاجية على تصنيع بطاريات الليثيوم حتى 2027، وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن شركة "بلومبرغ إن إي إف" للبحوث والتي تتابع الإعلانات الصادرة حتى أكتوبر 2022. يحل المغرب في المرتبة 28 بين 30 دولة تتابع "بلومبرغ إن إي إف" نشاطها في مجال سلاسل توريد بطاريات الليثيوم.

     

    عند اكتماله، سيصبح مصنع "غوشن" في المغرب أحد أكبر المصانع في العالم، حيث ستضاهي قدرته الإنتاجية ثلث أكبر مصنع بطاريات في العالم، وهي شركة "كونتمبوراري أمبريكس تكنولوجي" (Contemporary Amperex Technology Co. Ltd.)، وسيتجاوز إنتاجه إجمالي القدرة الإنتاجية الحالية في الولايات المتحدة.

     

    ربما تساعد المشروعات، مثل مشروع "جوشن"، على جذب الاستثمارات في التقنيات النظيفة في أفريقيا، التي تحل في المرتبة الأخيرة باعتبارها وجهة للاستثمارات الخضراء. رغم أن القارة لا تولد إلا 4% من انبعاثات الغازات الدفيئة التي ترفع درجة حرارة الكوكب، إلا أنها من ضمن المناطق الأشد تضرراً من تغير المناخ.

     

    وشكلت استثمارات الطاقة المتجددة فى افريقيا 0.6% فقط من الإجمالي العالمي في 2021، حسب "بلومبرغ إن إي إف"، ولم تتلقَ القارة إلا 29.5 مليار دولار من تدفقات التمويل المرتبط بالمناخ من 2019 إلى 2020، ومثلت جهات التبرع الخاصة 14% فحسب من الإجمالي، وهي النسبة الأقل في جميع المناطق، وفقاً لتقرير منفصل صدر عن "البنك الأفريقي للتنمية" (African Development Bank) في الشهر الماضي.

     

    وتساعد معالجة مواد البطاريات بالقرب من مصدرها على خفض انبعاثات سلاسل التوريد، وفقاً لأحد تقارير "بلومبرغ إن إي إف" الذي حلل سلسة إمداد الكوبلت في جمهورية الكونجو الديمقراطية. فإنشاء مصنع لتحويل الكوبلت الخام إلى "سلائف الكاثود" حتى يمكن دمجها في البطاريات، يُكلف 39 مليون دولار في الكونغو الديمقراطية، وهو جزء ضئيل من التكلفة في الولايات المتحدة، في حين أنه سيخفض الانبعاثات المرتبطة بالإنتاج 30%.

     

     

     



    حمّل تطبيق Alamrakamy| عالم رقمي الآن