ثمن نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، التعاون المصري الصيني بمختلف المجالات ، ولاسيما في المجال الصحي، مؤكدًا أن اختيار الصين شريكًا لتنفيذ مشروع إنشاء معمل السلامة الحيوية من المستوى الثالث؛ جاء نظرًا لما تتمتع به من خبرات واسعة في هذا المجال .
جاء ذلك خلال اجتماع وزير الصحة والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع تشانج تاو القائم بأعمال السفير الصيني والوفد المرافق له؛ لبحث مشروع إنشاء معمل السلامة الحيوية من المستوى الثالث “BSL-3”.
وقال عبدالغفار إن سعي مصر لإنشاء هذا النوع من المعامل يأتي لدعم الأمن الصحي ومواجهة الطوارئ الصحية المحتملة مستقبلًا، بجانب دعم القدرات التصنيعية للقاحات في مصر.
وبحث الجانبان إعدادات دراسة الجدوى الميدانية لإنشاء معمل السلامة الحيوية في مصر، والموقع المحتمل لإنشاء المختبر هندسيًا وبما يتناسب مع المعايير الخاصة بإنشاء هذا النوع من المشروعات، حيث استقبلت مصر وفدا من البعثة الصينية مطلع العام الجاري، حيث قامت بزيارة العديد من مواقع العمل المقترحة، لتتيح لهم معرفة الأساس الذي سيبدأ عليه عمل المشروع، حيث أجرت البعثة جولة تعريفية داخل كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، والتي تضم معمل سلامة حيوية من المستوى الثاني، كما تفقدت البعثة مصنع إنتاج اللقاحات بمقر شركة “فاكسيرا” بالعجوزة، فضلًا عن زيارة مصنع اللقاحات التابع للشركة بمدينة 6 أكتوبر.
وأكد وزير الصحة أهمية تسريع وتيرة العمل لإنشاء المعمل، لتوفير بيئة مناسبة للبحوث والتشخيص وتطوير تدابير مكافحة مسببات الجوائح والأمراض الخطيرة وكذلك تصنيع اللقاحات التي تستخدم ضمن الطعوم أو التي تستخدم في مواجهة الجوائح، مع تقليل المخاطر الجانبية من خلال تطبيق ممارسات صارمة للسلامة البيولوجية، وضوابط هندسية في تصميم الموقع تتضمن أيضًا حماية الخبراء والعاملين بالمعمل.
وشدد على أهمية تعزيز قدرات مصر في الكشف السريع والتشخيص، والمراقبة، والاستجابة خلال الأوبئة، وتسهيل توصيف السلالات أو المتغيرات الجديدة باستخدام تقنيات جزيئية متقدمة مع الالتزام بمعايير السلامة البيولوجية الدولية.
كما ناقش الاجتماع وضع خطة لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية المصرية على آليات العمل بمعامل السلامة الحيوية، وتطبيق تقنيات العمل الحديثة، وشدد وزير الصحة على أهمية البدء في تدريب الكوادر البشرية بالتوازي مع إنشاء المعامل واستمرار تلك التدريبات على مدار سنوات العمل بهذا المشروع.
من جانبها..قالت الدكتورة رانيا المشاط، إن مشروع إنشاء معمل السلامة الحيوي “BSL-3” يعد أحد المشروعات ذات الأهمية مع الجانب الصيني، ويعكس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث تم التوقيع على الخطابات المتبادلة لتمويل المشروع بمنحة قيمتها 960 ألف يوان صيني خلال زيارة الصين في يوليو 2023 .
وأضافت أن البحث العلمي بكافة مجالاته يعتبر أحد المجالات الرئيسية للشراكة بين مصر والصين، وفي هذا الصدد فإن الدولتين ترتبطان بعلاقات وثيقة على مستوى التعاون في مجال الفضاء وتوطين صناعة وتجميع الأفمار الصناعية.
وأشادت بتطور العلاقة بين البلدين والتي تقوم على أساس متين من الشراكة التاريخية، والمصالح المشتركة في المجالات التجارية والاستثمارية والاقتصادية خاصة منذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014.
ولفتت إلى أن الوزارة في ضوء دورها المنوط بها لدعم وتنمية العلاقات مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، فإنها تعمل على توطيد آفاق الشراكة خاصة في ضوء الأولويات التي تجمع البلدين، وتوقيع مذكرة تفاهم مبادرة التنمية العالمية GDI، والتي سيتم في إطارها صياغة استراتيجية متكاملة للتعاون الإنمائي بين مصر والصين لمدة 3-5 سنوات لأول مرة في ضوء العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
ونوهت بأن الاستثمار في رأس المال البشري وبناء الإنسان، يأتي على رأس أولويات الشراكة المصرية الصينية، وفي هذا الإطار فإنه يجري تنفيذ العديد من البرامج والمشروعات التنموية في مجالات التنمية المختلفة، والتدريب، والبحث العلمي، والصحة.