في سباق محموم لمواكبة العصر الرقمي، تتسابق شركات الاتصالات العالمية للتحول من مجرد أنابيب صامتة تنقل البيانات، إلى كيانات تكنولوجية مبتكرة تستثمر في الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيلين الخامس والسادس، والإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
شهد مؤتمر التكنولوجيا العالمي للجوال في برشلونة إعلان شركات اتصالات كبرى عن مشاريع ضخمة تعيد رسم مستقبل القطاع.
حيث كشفت شركة KDDI اليابانية عن مشروع بناء مدينة ذكية في طوكيو، بالتعاون مع مشروع "ستارلينك" التابع لإيلون ماسك لإطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية مباشرة إلى الهواتف المحمولة، بحسب تقرير نشره موقع "CNBC" واطلعت عليه "العربية Business".
أما في إفريقيا، فقد سلط الرئيس التنفيذي لشركة MTN، رالف موبيتا، الضوء على استراتيجية شركته للتحول من مجرد مشغل لشبكات الهاتف المحمول إلى منصة متكاملة تقدم خدمات التكنولوجيا المالية، مثل المدفوعات الرقمية والتجارة الإلكترونية والتأمين والإقراض.
"Techco".. المصطلح الجديد في قطاع الاتصالات
ظهر مصطلح "Techco"، الذي يجمع بين كلمتي "Telecom" و"Technology"، ليعبر عن الطفرة الجديدة في صناعة الاتصالات، حيث تسعى الشركات إلى الاستثمار في الابتكارات الرقمية، بدلًا من الاكتفاء بتوفير البنية التحتية للإنترنت.
وبينما كانت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل ميتا، "غوغل" و"أمازون" و"أبل" و" نتفليكس" تحقق أرباحًا طائلة من الخدمات الرقمية، كانت شركات الاتصالات تقف على الهامش، تُنظر إليها على أنها مجرد أنابيب غبية تنقل البيانات دون تحقيق قيمة مضافة.
الذكاء الاصطناعي.. طوق النجاة الجديد
لمواجهة هذا التحدي، بدأت شركات الاتصالات تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين شبكاتها وتعزيز كفاءتها.
قال رئيس شركة SK Telecom الكورية، ريو يونغ سانغ، إن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا لتحسين خدمات العملاء ورفع كفاءة التشغيل، بالإضافة إلى كونه فرصة جديدة للنمو عبر إنشاء مراكز بيانات متقدمة.
على الرغم من تسارع وتيرة التحولات الرقمية، لا يزال المحللون يشككون في قدرة شركات الاتصالات على التحول إلى كيانات تكنولوجية بالكامل.
ويرى بعض الخبراء أن الشركات تحتاج إلى نماذج أعمال جديدة، واستثمارات جريئة في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الذكية، حتى تتمكن من منافسة عمالقة التكنولوجيا في المستقبل.